اهمية الدعاية في صياغة ثقافات البشر
الدعاية فرع من الاعلام
يعتقد كثيرون ان هناك فرق بين الاعلام وبين الدعاية وهو اعتقاد خاطيء علميا .. حيث ان الدعاية هي فرع من فروع الاعلام بتعبير ادق الدعاية هي اداة اعلامية هدفها توصيل معلومة او فكرة واقناع المتلقي بها وهذه هي الوظيفة الشاملة والغرض النهائي للاعلام عموما
لكن البعض ينظر إلى الدعاية والإعلام على وجه التحديد على أنهما نظام متصل، أحد طرفيه الإعلام كعملية قائمة على نشر الأخبار والمعلومات والآراء بصورة محايدة وموضوعية .
بينما تقع الدعاية على الطرف الثاني كعملية قائمة على التشويه والتدخل وحجب المعلومات والآراء أو تلوينها بحسب أهداف ومصالح الأشخاص والقوى الاجتماعية التي تتحكم في وسائل الإعلام وتسيطر عليها، وبمقدار اقتراب أو ابتعاد الرسالة الإعلامية من أحد طرفي هذا النظام المتصل يمكن ان نحكم عليها إذا ما كانت تنتمي إلى الإعلام أم الدعاية.
وكما ترون ان في هذه النظرة عدم دقة لان الاعلام لا يمكن ان يكون موضوعيا ومحايدا بأي حال من الاحوال .. فهو يهدف الى خدمة ملاكه والمسيطرين والمهيمنين عليه فكل وسيلة اعلامية مهما كان نوعها سواء مجلة اسبوعية من 20 صفحة او قناة تلفزيونية عملاقة لها ملاك ومعلنين ومصالح تدافع عنها واراء وقناعات تعمل على ترويجها واقناع المتلقي بها
لكن عندما يتحدث عن الاعلام متخصص في علم النفس نراه يصول ويجول في مصطلحات ومفردات وتفسيرات لا علاقة لها بالواقع الموضوعي
وكذا الامر عندما يخوض في الاعلام متخصص في الفلسفة او علم الاجتماع الذين يعتمدوا بدرجة كبيرة على الاستنباط والاستنتاج ويستندوا على معطيات عائمة غير دقيقة جزء كبير منها تأملي وانطباعي
ولهذا لا تعتمد اراء هؤلاء في تفسير معنى ومضمون وجوهر الاعلام عموما او الدعاية على وجهة الخصوص ..
فكل المبشرين من كل الاصناف رجال دين او فلاسفة او قادة سياسيين استخدموا الدعاية لاخضاع الناس لوجهة نظرهم بهدف استمالتهم لصفهم لاسباب مرتبطة بشدة بالمصلحة المباشرة وغير المباشرة الفردية او السلطوية او المنفعة المرتبطة بالمكانة الاجتماعية (الزعامة ) والزعامة تأتي بمردود اقتصادي اي كان شكل واسم الزعيمانتاج محدود جدا في بحوث الدعاية
وعلى الرغم من مرور أكثر من 70 سنة على بداية بحوث ودراسات الدعاية والاتصال إلا أن النتيجة محدودة للغاية، بل دخلت بحوث الدعاية في الستينات والسبعينات في حالة أزمة حادة تجسدت في ضعف ومحدودية هذه البحوث من حيث الكم والكيف، فعدد البحوث والكتب والمقالات العلمية التي اهتمت بالدعاية والإقناع تراجع، وصار محدودا ً جدا مع ملاحظة أن عددًا من هذه البحوث والكتب كتبها باحثون متخصصون في الإعلام والاتصال.
ومن ناحية الكيف لم تقدم أغلب بحوث ودراسات الدعاية والاتصال جديداً، ومن ثم تراجعت الجهود النظرية لصالح الممارسة العملية في مجالات الدعاية والإقناع، وحتى الآن لا توجد دلائل جادة على أن بحوث الدعاية قد استعادت مكانتها، أو أنها في طريقها للتقدم والازدهار ، ومع ذلك فإن ثمة جهود محدودة وجادة تبذل من أجل الخروج ببحوث الدعاية والإقناع من أزمتها الراهنة.
وترجع الأزمة الحاليـة لبحوث الدعاية والإقناع إلى عدة أسباب أهمها عدم الاتفاق على مفهوم ً الدعاية، وعدم وجود معايير متفق عليها للتمييز بين الدعاية والتعليم والإعلام، لذلك فإن عددا من الباحثين والدارسين لا يرغبون في دراسة موضوع الدعايـة، كذلك فإن الخوف من التوظيف والتشويه السياسي بدفع ً من الباحثين الإعلاميين لاختيار موضوعات أخرى غير الدعاية والإقناع.
وقد دفع هذا الترابط والتلازم بين الدعايـة وبحوث التأثير كثير من الباحثين إلى القول بأن بحوث التأثير هي بحوث الدعايـة، فالأولى تتضمن الثانية أو بعبارة أخرى لا توجد دعايـة بغير تأثير، وبالتالي فإن بحوث الدعاية هي نفسها بحوث تأثير، وأن أزمة بحوث الدعاية هي نفسها أزمة بحوث التأثير.
كله دعاية يغلفونها بستائر
معظم الحكومات لا تحبذ استخدام كلمة الدعاية سواء اجنبية او عربية ، لذا تستبدلها بمسميات تطلقها على اجهزتها الرسمية التي تقوم بالدعاية مثل ان تسمية وزارة الاعلام والثقافة والاستعلامات والارشاد القومي او التوجيه المعنوي وغير ذلك من التسميات .. وكلها تعني شيئا واحدا وهو الدعاية
كذلك تنفر جماعات الدين والمؤسسات والجمعيات الدينية من كلمة الدعاية .. فتطلق على مؤسساتها تسميات ذات مدلول ديني وعلى رجال الدين ايضا تسميات لا تذكر فيها كلمة دعاية او اعلام ..
وذلك يرجع لسبب ان المفهوم الشائع عن الدعاية هو انها نوعا من الكذب والتدليس وتشويه الحقائق وتغييرها بحيث يدفع المستهلك لقبول ما يتم الدعاية له
وايضا المؤسسات والشركات لا تحبذ استخدام كلمة الدعاية فتطلق على بعض انشطتها تسميات اخرى مثل الاستعلامات او خدمة العملاء
وفي الحقيقة ان اي عمل يقوم به اي انسان كان او مؤسسة او شركة او حكومة او رجل دين او مؤسسة دينية لتوصيل فكرة او معلومة للغير هو عمل دعائي
لذا من الضروري جدا ان تدرك القوى الوطنية والديمقراطية اليسارية عموما ان دور الدعاية مركزي و اساسي وضروري في بناء الفكر والوعي والثقافة
تعريف الدعاية :
ليس هناك تعريف واحد للدعاية يتفق عليه الخبراء والباحثون، فالبعض يرى بأن الدعاية تشمل الجهود المقصودة التي يقوم بها الداعية لتوجيه أو تطويع أفعال الناس وأفكارهم، على أن تتركز جهود التطويع أو التوجيه في مجالات المعتقدات والقيم غير المتفق عليها بين هؤلاء الناس، وعلى أن يستخدم الداعية في ذلك الرمز بأنواعها المختلفة كالكلمات والإيماءات والإعلام والصور وغيرها.
(للتفصيل حول الموضوع انظر الدليمي 2010
———————————
ويعرف Calter الدعاية بأنها: المحاولة المقصودة التي يقوم بها فرد أو جماعة من أجل تشكيل اتجاهات جماعات أخرى أو التحكم فيها أو تغييرها، وذلك عن طريق استخدام وسائل الاتصال، الهدف من ذلك أن يكون رد فعل الناس المتعرضين لتأثير الدعاية في أي موقف من المواقف هو نفسه رد الفعل الذي يرغبه الداعية.
كما عرف Tonnies الدعاية بأنها: إثارة الرأي العام على نطاق واسع بغرض نشر الأفكار
و عرفها Merton بأنها: مجموعة من الرمز التي تؤثر على الرأي أو دون اعتبار لصدقها أو دقتها. وأخيرا الاعتقاد أو السلوك وذلك بالنسبة للقضايا غير المتفق عليها في المجتمع.
و على ضوء ما تقدم من تعريفات وآراء للدعاية، يمكن باختصار تعريفها بأنها: أسلوب ذكي لجذب المعنيين لمسألة أو فكرة أو توجه لتحقيق مصلحة تخص فئة أو فردا ً دون غيره ، تنتهج في كثير من الأحيان المبالغة والإيحاء وتركز على الجانب النفسي جهة أو منتجا والسلوكي لدى الأفراد الموجهة لهم.
انواع الدعاية:
للدعاية أنواع وأشكال متعددة، فمنها الدعاية التجارية والدعاية الأخلاقيـة والدعاية السياسية، وقد تقسم كذلك إلى دعاية مكشوفة وهي الدعاية البيضاء، ودعاية مقنعة أو مستترة وهي الدعاية السوداء، وفيما يلي نبذة تعريفية عن كل نوع من هذه الأنواع:
-الدعاية التجارية والدعاية السياسية:
لقد أصبح المعلنون على مر السنين خبراء في بيع المنتجات والأشياء وتسويقها بين الجمهور، فهم ٕ يعرفون بدقة حدود وامكانيات وأساليب الدعايات المختلفة، كالتكرار والاعتماد على المؤثرات المتصلة بالملاءمة الاجتماعية، أو تحفيز الغرائز والدوافع الغريزية.
أما بالنسبة للدعاة الأخلاقيين والسياسيين بصفة عامة، فإن المسالة تبدو أصعب وأكثر مشقة، لأن مهمة الدعاية السياسية والأخلاقية هي إقناع الناس بالتغلب على أنانيتهم، ورغباتهم الشخصية، وذلك لمصلحة نظام متفوق أو للتسامي بأنفسهم والرقي بها، أو من أجل هدف سياسي يركز على تحقيق الصالح العام للمجتمعات حتى لو كان في المستقبل أو على مدى بعيد.
كما أن الدعاية السياسية تكون مؤثرة فقط على هؤلاء الذين لديهم اقتناع جزئي أو كلي بالحقائق التي تدعو لها الدعاية، بمعنى أن الدعاية الاجتماعيـة والسياسية تكون مؤثرة فقط عندما تكون تبريرا ً عن مصالح الذين توجه إليهم هذه الدعاية، والدعاية تعطي القوة والاتجاه للرغبات والمشاعر، أو تعبيرا للحركات المتتابعة للمشاعر الشعبية، ولكنها لا تفعل الكثير في مجال خلق هذه الحركات .
—————————
عبدالرزاق الدليمي 2011 مدخل الى علوم الاعلام والاتصال
يعتقد كثيرون ان هناك فرق بين الاعلام وبين الدعاية وهو اعتقاد خاطيء علميا .. حيث ان الدعاية هي فرع من فروع الاعلام بتعبير ادق الدعاية هي اداة اعلامية هدفها توصيل معلومة او فكرة واقناع المتلقي بها وهذه هي الوظيفة الشاملة والغرض النهائي للاعلام عموما
لكن البعض ينظر إلى الدعاية والإعلام على وجه التحديد على أنهما نظام متصل، أحد طرفيه الإعلام كعملية قائمة على نشر الأخبار والمعلومات والآراء بصورة محايدة وموضوعية .
بينما تقع الدعاية على الطرف الثاني كعملية قائمة على التشويه والتدخل وحجب المعلومات والآراء أو تلوينها بحسب أهداف ومصالح الأشخاص والقوى الاجتماعية التي تتحكم في وسائل الإعلام وتسيطر عليها، وبمقدار اقتراب أو ابتعاد الرسالة الإعلامية من أحد طرفي هذا النظام المتصل يمكن ان نحكم عليها إذا ما كانت تنتمي إلى الإعلام أم الدعاية.
وكما ترون ان في هذه النظرة عدم دقة لان الاعلام لا يمكن ان يكون موضوعيا ومحايدا بأي حال من الاحوال .. فهو يهدف الى خدمة ملاكه والمسيطرين والمهيمنين عليه فكل وسيلة اعلامية مهما كان نوعها سواء مجلة اسبوعية من 20 صفحة او قناة تلفزيونية عملاقة لها ملاك ومعلنين ومصالح تدافع عنها واراء وقناعات تعمل على ترويجها واقناع المتلقي بها
لكن عندما يتحدث عن الاعلام متخصص في علم النفس نراه يصول ويجول في مصطلحات ومفردات وتفسيرات لا علاقة لها بالواقع الموضوعي
وكذا الامر عندما يخوض في الاعلام متخصص في الفلسفة او علم الاجتماع الذين يعتمدوا بدرجة كبيرة على الاستنباط والاستنتاج ويستندوا على معطيات عائمة غير دقيقة جزء كبير منها تأملي وانطباعي
ولهذا لا تعتمد اراء هؤلاء في تفسير معنى ومضمون وجوهر الاعلام عموما او الدعاية على وجهة الخصوص ..
فكل المبشرين من كل الاصناف رجال دين او فلاسفة او قادة سياسيين استخدموا الدعاية لاخضاع الناس لوجهة نظرهم بهدف استمالتهم لصفهم لاسباب مرتبطة بشدة بالمصلحة المباشرة وغير المباشرة الفردية او السلطوية او المنفعة المرتبطة بالمكانة الاجتماعية (الزعامة ) والزعامة تأتي بمردود اقتصادي اي كان شكل واسم الزعيمانتاج محدود جدا في بحوث الدعاية
وعلى الرغم من مرور أكثر من 70 سنة على بداية بحوث ودراسات الدعاية والاتصال إلا أن النتيجة محدودة للغاية، بل دخلت بحوث الدعاية في الستينات والسبعينات في حالة أزمة حادة تجسدت في ضعف ومحدودية هذه البحوث من حيث الكم والكيف، فعدد البحوث والكتب والمقالات العلمية التي اهتمت بالدعاية والإقناع تراجع، وصار محدودا ً جدا مع ملاحظة أن عددًا من هذه البحوث والكتب كتبها باحثون متخصصون في الإعلام والاتصال.
ومن ناحية الكيف لم تقدم أغلب بحوث ودراسات الدعاية والاتصال جديداً، ومن ثم تراجعت الجهود النظرية لصالح الممارسة العملية في مجالات الدعاية والإقناع، وحتى الآن لا توجد دلائل جادة على أن بحوث الدعاية قد استعادت مكانتها، أو أنها في طريقها للتقدم والازدهار ، ومع ذلك فإن ثمة جهود محدودة وجادة تبذل من أجل الخروج ببحوث الدعاية والإقناع من أزمتها الراهنة.
وترجع الأزمة الحاليـة لبحوث الدعاية والإقناع إلى عدة أسباب أهمها عدم الاتفاق على مفهوم ً الدعاية، وعدم وجود معايير متفق عليها للتمييز بين الدعاية والتعليم والإعلام، لذلك فإن عددا من الباحثين والدارسين لا يرغبون في دراسة موضوع الدعايـة، كذلك فإن الخوف من التوظيف والتشويه السياسي بدفع ً من الباحثين الإعلاميين لاختيار موضوعات أخرى غير الدعاية والإقناع.
وقد دفع هذا الترابط والتلازم بين الدعايـة وبحوث التأثير كثير من الباحثين إلى القول بأن بحوث التأثير هي بحوث الدعايـة، فالأولى تتضمن الثانية أو بعبارة أخرى لا توجد دعايـة بغير تأثير، وبالتالي فإن بحوث الدعاية هي نفسها بحوث تأثير، وأن أزمة بحوث الدعاية هي نفسها أزمة بحوث التأثير.
كله دعاية يغلفونها بستائر
معظم الحكومات لا تحبذ استخدام كلمة الدعاية سواء اجنبية او عربية ، لذا تستبدلها بمسميات تطلقها على اجهزتها الرسمية التي تقوم بالدعاية مثل ان تسمية وزارة الاعلام والثقافة والاستعلامات والارشاد القومي او التوجيه المعنوي وغير ذلك من التسميات .. وكلها تعني شيئا واحدا وهو الدعاية
كذلك تنفر جماعات الدين والمؤسسات والجمعيات الدينية من كلمة الدعاية .. فتطلق على مؤسساتها تسميات ذات مدلول ديني وعلى رجال الدين ايضا تسميات لا تذكر فيها كلمة دعاية او اعلام ..
وذلك يرجع لسبب ان المفهوم الشائع عن الدعاية هو انها نوعا من الكذب والتدليس وتشويه الحقائق وتغييرها بحيث يدفع المستهلك لقبول ما يتم الدعاية له
وايضا المؤسسات والشركات لا تحبذ استخدام كلمة الدعاية فتطلق على بعض انشطتها تسميات اخرى مثل الاستعلامات او خدمة العملاء
وفي الحقيقة ان اي عمل يقوم به اي انسان كان او مؤسسة او شركة او حكومة او رجل دين او مؤسسة دينية لتوصيل فكرة او معلومة للغير هو عمل دعائي
لذا من الضروري جدا ان تدرك القوى الوطنية والديمقراطية اليسارية عموما ان دور الدعاية مركزي و اساسي وضروري في بناء الفكر والوعي والثقافة
تعريف الدعاية :
ليس هناك تعريف واحد للدعاية يتفق عليه الخبراء والباحثون، فالبعض يرى بأن الدعاية تشمل الجهود المقصودة التي يقوم بها الداعية لتوجيه أو تطويع أفعال الناس وأفكارهم، على أن تتركز جهود التطويع أو التوجيه في مجالات المعتقدات والقيم غير المتفق عليها بين هؤلاء الناس، وعلى أن يستخدم الداعية في ذلك الرمز بأنواعها المختلفة كالكلمات والإيماءات والإعلام والصور وغيرها.
(للتفصيل حول الموضوع انظر الدليمي 2010
———————————
ويعرف Calter الدعاية بأنها: المحاولة المقصودة التي يقوم بها فرد أو جماعة من أجل تشكيل اتجاهات جماعات أخرى أو التحكم فيها أو تغييرها، وذلك عن طريق استخدام وسائل الاتصال، الهدف من ذلك أن يكون رد فعل الناس المتعرضين لتأثير الدعاية في أي موقف من المواقف هو نفسه رد الفعل الذي يرغبه الداعية.
كما عرف Tonnies الدعاية بأنها: إثارة الرأي العام على نطاق واسع بغرض نشر الأفكار
و عرفها Merton بأنها: مجموعة من الرمز التي تؤثر على الرأي أو دون اعتبار لصدقها أو دقتها. وأخيرا الاعتقاد أو السلوك وذلك بالنسبة للقضايا غير المتفق عليها في المجتمع.
و على ضوء ما تقدم من تعريفات وآراء للدعاية، يمكن باختصار تعريفها بأنها: أسلوب ذكي لجذب المعنيين لمسألة أو فكرة أو توجه لتحقيق مصلحة تخص فئة أو فردا ً دون غيره ، تنتهج في كثير من الأحيان المبالغة والإيحاء وتركز على الجانب النفسي جهة أو منتجا والسلوكي لدى الأفراد الموجهة لهم.
انواع الدعاية:
للدعاية أنواع وأشكال متعددة، فمنها الدعاية التجارية والدعاية الأخلاقيـة والدعاية السياسية، وقد تقسم كذلك إلى دعاية مكشوفة وهي الدعاية البيضاء، ودعاية مقنعة أو مستترة وهي الدعاية السوداء، وفيما يلي نبذة تعريفية عن كل نوع من هذه الأنواع:
-الدعاية التجارية والدعاية السياسية:
لقد أصبح المعلنون على مر السنين خبراء في بيع المنتجات والأشياء وتسويقها بين الجمهور، فهم ٕ يعرفون بدقة حدود وامكانيات وأساليب الدعايات المختلفة، كالتكرار والاعتماد على المؤثرات المتصلة بالملاءمة الاجتماعية، أو تحفيز الغرائز والدوافع الغريزية.
أما بالنسبة للدعاة الأخلاقيين والسياسيين بصفة عامة، فإن المسالة تبدو أصعب وأكثر مشقة، لأن مهمة الدعاية السياسية والأخلاقية هي إقناع الناس بالتغلب على أنانيتهم، ورغباتهم الشخصية، وذلك لمصلحة نظام متفوق أو للتسامي بأنفسهم والرقي بها، أو من أجل هدف سياسي يركز على تحقيق الصالح العام للمجتمعات حتى لو كان في المستقبل أو على مدى بعيد.
كما أن الدعاية السياسية تكون مؤثرة فقط على هؤلاء الذين لديهم اقتناع جزئي أو كلي بالحقائق التي تدعو لها الدعاية، بمعنى أن الدعاية الاجتماعيـة والسياسية تكون مؤثرة فقط عندما تكون تبريرا ً عن مصالح الذين توجه إليهم هذه الدعاية، والدعاية تعطي القوة والاتجاه للرغبات والمشاعر، أو تعبيرا للحركات المتتابعة للمشاعر الشعبية، ولكنها لا تفعل الكثير في مجال خلق هذه الحركات .
—————————
عبدالرزاق الدليمي 2011 مدخل الى علوم الاعلام والاتصال
التعليقات على الموضوع