شبكة المعلومات الجديدة


لماذا لم تهتم القوى الوطنية والديمقراطية بالاعلام ؟؟ بقلم :د, ريما البدري







مؤكد ن معظمنا يعرف ما هو مفهوم لاعلام وانا لا اضيف جديدا بالقول ان : الإعلام هو لغةً التبليغ، وجذرها علم ..(وأبلغتُ النّاس أي أوصلت لهم المطلوب). واعلمت الناس اي اخبرتهم عن شيء
والإعلام هو العمليّة التي يتمّ فيها نشر الأخبار والمعلومات والآراء والأفكار بين الناس بمُختلف الوسائل المُتاحة، لأجل الإقناع ونشر التوعية، والحصول على التأييد.

وكلما تطورت وسائل الاعلام كلما ازداد وارتقى وتطور دور لاعلام وتاثيره في المجتمع .. فبعد ان كان مجرد نقل شفوي من فلان الى فلان ,, او الى مجموعة من الناس في خطبة جمعة مثلا او ندوة ,, او سهرة في صالون الخليفة ,, اصبح الاعلام يصل لى اركان الارض الاربعة والى مليارات البشر بلمح البصر بل اسرع من لمح البصر

والسؤال هل استفادت القوى الوطنية والديمقراطية من الاعلام ؟
هل استثمرت الاعلام ووظفته لترويح افكارها وثقفتها واهدافها وتطلعاتها ولكسب تأييد الجماهير لها ؟
للاسف الواقع يقول لا ,,
للاسف الشديد القوى الديمقراطية والوطنية في احسن الحالات اصدرت مجلة اسبوعية محدودة الانتشار فقيرة المادة والمعلومات ,,

لماذا لم تضع القوى الوطنية والديمقراطية موضوع الاعلام في سلم اولويات نضالها ؟
هل التكلفة هي السبب ؟؟

لا ابدا التكلفة لم تعد سببا ربما كانت سببا عندما كان الاعلام يحتاج الى الوسائل التقليدية الصحيفة او المجلة المكتوبة او المسموعة الراديو او المرئية التلفزيون ,, فقد كانت كلها مكلفة ومع ذلك يفترض ان التكلفة لا تقف عائق امام المناضلين لامتلاك سلاح الاعلام الجبار

ومع ذلك ورغم ان التكلفة اصبحت زيرو الا ان المناضلين والوطنيين ما زالوا غير قادرين على استخدام الاعلام ,, بل يترفعوا على وسائل الاعلام الجديدة ولا يقيموا لها وزنا

علما بان شبكة الإنترنت تعد من أحدث وسائل الإعلام في العالم، والاكثر تطورا وديناميكية على مر التاريخ .. وتجمعُ بين الصّفات المكتوبة والمسموعة والمرئيّة والإلكترونيّة، حيث يمكن لمجموعة قليلة جدا من الافراد ادارة عمل اعلامي واسع وشامل ومؤثر ,, ويصل الى الملايين بعد ان اصبح بامكان الانسان ان يتصفّح المواقع المُختلفة بكل سهولة,

وللعلم فان شبكة الإنترنت ظهرت للوجود عام 1969م. وأحدثت ثورةً هائلة في عالم الإعلام والاتّصال نتيجةً لانتشارها الواسع في كلّ العالم، وساعدت في ربط العالم كلّه تحت فضاءٍ واحد، ممّا أتاح المجال لتبادل الثقافات والأفكار، وساهم هذا كلّه في جعلِها أفضل وسائل الإعلام في ربط الأفراد والجماعات وتحقيق تواصلهم,

ومع ذلك يعزف المناضلون عن التعامل مع الانترنت باهتمام واحترام وما زالوا يقيموا الاعتبار اساسا للوسائل التقليدية من صحف وراديو وتلفزيون ,.. وحلم المثقف الاعلامي السياسي المناضل ان ينشر مقالا في صحيفة و يشارك في ندوة تلفزيونية او يحظى بتعليق على محطة راديو ..

وهل كان ذلك لعدم معرفتها بماهية الانترنت تقنيا وفنيا ..؟؟؟
الانترنت هي الطريق السريع للإعلام
ان ماهية الانترنت سهلة وبسيطة وليست معقدة ,, فهي عبارة عن موزع فضائي يوزع ذبذبات الكلمات التي تكتب على اجهزة الكمبيوتر او الهاتف تنتقل عبر الشبكات المحلية الى اي مكان في العالم نتيجة ترابط الشبكات بعضها ببعض في مركزها الرئيسي في الولايات المتحدة الامريكية ..
وقال بعض المتخصصين في وصف فضاء الانترنت أنه "مجموعة هائلة من الكمبيوترات أو الشبكات المتصلة فيما بينها وكلها مترابطة بشبكة واحدة هي شبكة الشبكات فاستعمال الهاتف والمودم وجهاز الكمبيوتر لنحصل على الإنترنت .
و في تعريف آخر: "الانترنت هي شبكة من أصل أمريكي، وهي تتكون اليوم من أكبر الشبكات في العالم والإنترنت هي سهلة للمختصين في الميدان وعامة الناس .
وفي تعريف Biblioron يوصف فضاء الانترنت على أنها شبكة عالمية متكونة من مجموعة عدد كبير من الكمبيوتر المرتبطة فيما بينها والمرتبطة بشبكة هاتفية، لا أحد يستطيع أن يتحكم فيها، ولا يمتلكها.
هذه الشبكة الضخمة التي نقوم بالتجوال فيها ليلا ونهارا والمتكونة من العديد من المعطيات المختلفة: المواقع الإلكترونية، مواقع المنافشة، الأخبار، المجلات التلفزيونات والراديو كذلك .
وعرف البعض الانترنت على أنها مجموعة تضم حوالي 700 جهاز كمبيوتر سنة 1996 تعمل معا في خدمة الانترنت المسماة « Word Wide Web » وهذه الكمبيوترات المدعوة أجهزة "وب" الفائدية منتشرة في سائر أنحاء العالم وتحتوي على أي نوع منة البيانات ولكن شبكة « Web » و بواسطة برامج معينة تمكن من التحول من جهاز إلى آخر دون بذل مجهود كبير، وقد يساور المستخدم شعور بأنه يستخدم جهاز واحد.
ولقد أنضم إلى الشبكة العديد من الشركات من كل أنحاء العالم، ويتضاعف عدد الكمبيوترات التي تزود بمعلومات شبكة « Web » كل عشرة أيام.

ويعرفها العالم "هترى جولسن" تقدم الانترنت عادة كأنها حقيقة على الرغم من كونها لا تتمتع بوجود فيزيائي .
ويقول عنها "ارفود ديفور" إنها ظاهرة تعددت العبارات في وصفها شبكة الشبكات بيت العنكبوت الإلكترونية، السيبر سبايس.
ويعرفها "فليب كو" الانترنت هي صورة من صور الطريق السريع للإعلام والمعلومات... وهي في نفس الوقت حل عملي فعال لمشكل صعب حله، اتصال مرن وعالمي للمعطيات بين أدمغة إلكترونية مختلفة التصور.
أما "يان بوتان" ليست شبكة الدعارة أو بمعيية للتجارة وليست آخر فرع من الفاشية وليست ماركة بل هي شبكة رقمية لتبادل الخدمات مثل الشبكات الهاتفية ويعرفها على أنها شبكة الشبكات وشبكة ما بعد الشبكة.

وهكذا يثبت وباتفاق جماعي تقريبا عظمة هذا المنجز البشري غير المسبوق بالتاريخ و افضل وصف لها هو انها الطريق السريع للاعلام

هل غاب عن الوطنيين هذه الحقيقة ؟؟

حقيقة ان الاعلام الصغير تملي عليه المؤسسات الاعلامية الكبرى ما تريد وان العامة يرددوا ما املته عليهم وسائل الاعلام ..
تدعي قنوات ووكالات الاخبار والاعلام الكبرى انها مصدر موثوق للمعلومات والاخبار التي تروجها وتنثرها في العالم ,, ويصدقها الصغار ويعتبروها مصادر موثوقة .
وتدعي القنوات الاعلامية ووكالات الاعلام الكبرى انها تتعامل مع الاخبار والمعلومات بشفافية وحيادية وموضوعية ... ويصدقها الصغار ايضا
وتعتبر مؤسسات الاعلام الصغيرة في دول العالم الثالث عموما ان هذه المؤسسات الكبرى هي مصدر موثوق ومعلوماتها صحيحة لا تقبل النقاش ويتم تعميمها على الجمهور باعتبارها حقائق دامغة ومثبتة ,,
فيلتقط الجمهور عناوين هذه الاخبار والمعلومات ويحفظها وتصبح لديه هي المرجع في تفسير الاحداث ,, ونموذج ذلك مقولة (الشرق الاوسط الجديد) او (مقولة الفوضى الخلاقة) او خرافات هيمنة اللوبي اليهودي على العالم الخ
بينما الواقع والحقيقة الدامغة فعلا والمثبتة عمليا والواضحة وضوحا جليا لاي باحث محايد ان وسائل الاعلام الكبرى لا تنشر وتبث وتروج الا الاخبار والمواضيع والمعلومات التي تريد تسليط الضوء عليها ,,
وهي لا تبتكر او تؤلف الاخبار او تصنع الاحداث وانما هي تضيف عليها وتؤل وتحرف وتزيد او تنقص عليها ومنها بما يتوافق وينسجم ويعكس ايديولوجية واهداف وممولي وسائل الاعلام
وللاسف تحقق تجاحا كبيرا في تشكيل الراي العام والمزاج الجماهير

هل قصر الوطنيون لان وعيهم محدود وخبرتهم الاعلامية محدودة ??
---------------------
مما كان يجب ويفترض ان الوطنيين كانوا على علم وادراك ويقين أنّ الإعلامَ في أي مجتمع انما هو يعكِسُ بصورةٍ واضحة او رمزيّةٍ التسلسلَ الطَّبقيَّ لقُوى المجتمع، من خلالِ ربطِ مصداقيةِ المعلومات بمكانةِ الجهةِ الصادرةِ عنها.
يعني خبر منسوب لوزير فهو لا يدانيه الشك .. وهذا الامر بديهي عند الجميع سواء من العامة او من المثقفين .. علما بان الوزير قد يكون يكذب او يزور او يخفي او يجمل .. الا ان التسليم بصحة المعلومة امر مفروغ منه .
وغاب عن بال الوطنيين كما غاب عن بال الاغلبية حقيقة ان تصريحاتُ الطبقاتِ العليا لا بد وان تضمن وتتناسب مع مصالحَهم من جهة وأنْ تُوارِيَ أخطاءَهم من جهةٍ أخرى؛ لذلك فإنّه من المستحيلِ وصفُها بالحياديّةِ ..
وللاسف تجد المثقف هو الاكثر انحيازا لتصديق الاوهام من الجمهور كونه ليس فقط يصدق ما يصدر من الطبقات العليا بل يقوم ايضا بترويجه وتعميمه وتأكيده
والجميع تقريبا من كل فئات وطبقات المجتمع يؤمنوا ومقتنعون بمفهوم التسلسل الهرمي للمصداقية وانه كلما كان مصدرها اعلى كانت اكثر مصداقية ..
ولذا فمن السهل جدا على المستويات الاعلى ان تشوش الحقائق بما يناسبها ويحقق اهدافها ومصالحها
المصيبة ان المثقف قبل العامي يصدق ذلك ويتبناه ويبني عليه مقالات ودراسات وابحاث ,, فيكون مجرد مروج لفكر السادة ليس الا ..



انتهى

ليست هناك تعليقات