ديمقراطية الإعلام على الإنترنت
ديمقراطية الإعلام على الإنترنت
تعد الشبكة العنكبوتية
العالمية، وخاصة Web 2.0،
وسيط قوي لتسهيل نمو ديمقراطية الإعلام حيث إنها توفر لمستخدميها "صوتًا
ومنبرًا وإمكانية الوصول إلى وسيلة الإنتاج. حيث يتيح الويب لكل
شخص مشاركة المعلومات على الفور دون حواجز لعمل إدخال عبر بنية تحتية مشتركة،
وعادةً ما ينظر إليه كمثال على القوة المحتملة لديمقراطية الإعلام.
إن استخدام تقنيات شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية لترويج المعارضة
والإصلاح السياسي يضفي مصداقية على نموذج الديمقراطية الإعلامية. ويتضح هذا في
الاحتجاجات واسعة النطاق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي تعرف باسم الربيع العربي حيث سمحت مواقع
الإعلام الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب للمواطنين بالتواصل سريعًا مع بعضهم البعض وتبادل
المعلومات وتنظيم الاحتجاجات المناهضة لحكوماتهم. وبينما لا يمكن القول بأن
للإعلام الاجتماعي وحده الفضل في نجاح هذه التظاهرات، فلقد لعبت التقنيات دورًا
هامًا في إحلال التغيير في تونس ومصر وليبيا. وتوضح هذه
الأفعال أن يمكن إطلاع الجمهور على الأخبار عبر قنوات الإعلام البديلة ويمكنهم
تغيير سلوكهم وفقًا لها.
النقد
يلاحظ نقاد الديمقراطية الإعلامية أن النظام، ليعمل بشكل صحيح، يجب أن
يفترض أن كل فرد في المجتمع يمكن تعليمه وقد يصبح عضوًا مشاركًا فعالاً في خلق
الإعلام وتبادل المعلومات. ففي الدول التي تعاني من ارتفاع معدل الأمية، على سبيل
المثال، يكون من المستحيل على المواطنين العاديين المشاركة بصورة كاملة في الإعلام
وتعديل سلوكهم في المجتمع بما يتفق مع هذا الإعلام. فبدلاً من تعزيز
المثل الديمقراطية، فذلك بدوره يمزق المجتمع ويقسمه إلى طبقة عليا تشارك بفعالية
في خلق الإعلام، وطبقة دنيا تستهلكه فقط، مما يترك أفرادها عرضة للتلاعب
بالمعلومات أو التحيز الإعلامي. وليس هذا ببعيدٍ عن نقد نانسي فرايزر للمجال العام
الهابرماسي فيما يتعلق بتوضيح التباينات الفردية.
وتظهر أيضًا مشكلة عند محاولة دمج دور الصحفيين
والصحافة التقليدية في نطاق الديمقراطية الإعلامية. وعلى الرغم من أن المنافذ
الإعلامية هي كيانات مملوكة لأفراد، فإن الصحفيين الذين يقومون بتوظيفهم يخضعون
لتدريب مكثف وكذلك ميثاق أخلاقي صارم عند تقديم الأخبار والمعلومات للجمهور. ولأن
الديمقراطية الإعلامية تعتمد بصورة كبيرة على الصحافة العامة والصحافة البديلة
ومشاركة المواطنين، فهناك احتمال أن ينظر الجمهور لجميع المعلومات المتبادلة على
أنها متساوية. ولن يؤثر ذلك بالسلب على وكالة الفرد في مجتمع ديمقراطي فقط بل
سيتعارض مع فكرة الصحافة الحرة التي تهدف إلى توعية الجمهور.
التعليقات على الموضوع